سبب نزول الآية رقم (77) من سورة آل عمران

 

* قوله: ﴿إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا﴾ الآية.

 

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا حاجب بن أحمد أخبرنا محمد بن حماد، أخبرنا أبو معاوية، عن سفيان، عن الاعمش، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان، فقال الاشعث بن قيس: في والله كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: لك بينة ؟ قلت: لا، فقال لليهودي: أتحلف، قلت: إذن يحلف فيذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - الآية، رواه البخاري عن عبدان عن أبي حمزة عن الاعمش.

 

أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني: أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد الزاهد، أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني محمد بن سليمان قال: حدثني صالح بن عمر، عن الاعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطع بها مالا لقى الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تعالى - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - إلى آخر الآية، فأتى الاشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن ؟ قلنا: كذا وكذا، لفي نزلت خاصمت رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألك بينة ؟ قلت: لا، قال: تحلف قلت: إذن يحلف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مالا لقى الله وهو عليه غضبان، فأنزل الله - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - الآية، رواه البخاري عن حجاج بن منهال، عن أبي عوانة.

 

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع، وعن ابن نمير، عن أبي معاوية.

 

كلهم عن الاعمش.

 

أخبرنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان عن منصور والاعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحلف رجل على يمين صبر ليقطع بها مالا فاجرا إلا لقى الله وهو عليه غضبان - قال: فأنزل الله تعالى - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - قال: فجاء الاشعث وعبد الله يحدثهم، قال في نزلت، وفي رجل خاصمته في بئر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألك بينة ؟ قلت: لا، قال فليحلف لك قلت: إذن يحلف، قال: فنزلت - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا - الآية.

 

أخبرنا عمرو بن عمرو المزكى، أخبرنا محمد بن المكي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا علي بن سمية يقول: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة في السوق، فحلف لقد أعطى بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين، فنزلت - إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا - إلى آخر الآية.

 

وقال الكلبي: إن ناسا من علماء اليهود أولي فاقة أصابتهم سنة فاقتحموا إلى كعب بن الاشرف بالمدينة، فسألهم كعب: هل تعلمون أن هذا الرجل رسول الله في كتابكم ؟ قالوا: نعم، وما تعلمه أنت ؟ قال: لا، فقالوا: فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: لقد حرمكم الله خيرا كثيرا، لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أميركم وأكسو عيالكم، فحرمكم الله وحرم عيالكم، قالوا: فإنه شبه لنا، فرويدا حتى نلقاه، فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته، ثم انتهوا إلى نبي الله فكلموه وسائلوه، ثم رجعوا إلى كعب وقالوا: لقد كنا نرى أنه رسول الله، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا، ووجدنا نعته مخالفا للذي عندنا، وأخرجوا الذي كتبوا فنظر إليه كعب، ففرح ومارهم وأنفق عليهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

 

وقال عكرمة: نزلت في أبي رافع ولبابة بن أبي الحقيق وحيى بن أخطب وغيرهم من رؤساء اليهود، كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن محمد صلى الله عليه وسلم وبدلوه وكتبوا بأيديهم غيره، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرشا والمآكل التي كانت لهم على اتباعهم.