سبب نزول الآية رقم (256) من سورة البقرة

 

* قوله: ﴿لا إكراه في الدين﴾ الآية.

 

أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكى، أخبرنا زاهد بن أحمد، أخبرنا الحسين بن محمد مصعب قال: حدثني يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة من نساء الانصار تكون مقلاة، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت النضير كان فيهم من أبناء الانصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله تعالى - لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي -.

 

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا إبراهيم ابن مرزوق قال: حدثنا وهب بن جرير، عن شعبة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى - لا إكراه في الدين - قال: كانت المرأة من الانصار لا يكاد يعيش لها ولد، فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه، فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم أناس من الانصار، فقالت الانصار: يا رسول الله أبناؤنا، فأنزل الله تعالى - لا إكراه في الدين - قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم، ومن شاء دخل في الاسلام.

 

وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في رجل من الانصار كان له غلام أسود يقال له صبيح، وكان يكرهه على الاسلام.

 

وقال السدى: نزلت في رجل من الانصار يكنى أبا الحصين، وكان له ابنان، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت، فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا وخرجا إلى الشام، فأخبر أبو الحصين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اطلبهما، فأنزل الله عز وجل - لاإكراه في الدين - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبعدهما الله هما أول من كفر، قال: وكان هذا قبل أن يؤمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال أهل الكتاب، ثم نسخ قوله - لا إكراه في الدين - وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة.

 

وقال مسروق: كان لرجل من الانصار من بني سالم بن عوف ابنان، فتنصرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام، فأتاهما أبوهما فلزمهما، وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما، فأبيا أن يسلما، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ فأنزل الله عز وجل - لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي - فخلى سبيلهما.

 

أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المقرى، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: أخبره عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد قال: كان ناس مسترضعين في اليهود قريظة والنضير، فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلاء بني النضير قال أبناؤهم من الاوس الذين كانوا مسترضعين فيهم، لنذهبن معهم ولندينن بدينهم، فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الاسلام، فنزلت - لاإكراه في الدين - الآية.