من الممكن أن تكون المعرفة بذلك قد تحقَّقت من ملاحظة الحيوانات والطيور التي كانت تعيش حولهم وفي وسطهم، فكانوا يشاهدونها تتقاتل فيقتلُ بعضُها البعض الآخر، ويجدون بعضَها تتردَّى من شاهقٍ فتموت، وأخرى تسقطُ في الماء فتغرق وتموت أو تتردَّى عليها صخرة فيتحطَّم رأسها فتموت أو تنشبُ فيها ناراً فتحترق وتموت وهكذا، وقد تموت حتف أنفها، فتصبح قاقدة للحركة وبعد زمنٍ تتعفَّن ثم تتحلَّل. 

وقد أشار القرآنُ المجيد إلى أنَّ الملاحظة لِما عليه الطيور والحيوانات كانت إحدى وسائل المعرفة لدى أبناء آدم، قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ﴾(2).

والحمد لله ربِّ العالمين

الشيخ محمد صنقور 

------------

1- سورة المائدة / 27-30.

2- سورة المائدة / 31.