لغا:
اللغو من الكلام ما لا يعتد به وهو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجرى مجرى اللغا وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور، قال أبو عبيدة: لغو ولغا نحو عيب وعاب وأنشدهم: * عن اللغا ورفث التكلم * يقال لغيت تلغى نحو لقيت تلقى، وقد يسمى كل كلام قبيح لغوا، قال: ﴿لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا﴾ وقال: ﴿وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه - لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما﴾ وقال: ﴿والذين هم عن اللغو معرضون﴾ وقوله ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ أي كنوا عن القبيح لم يصرحوا، وقيل معناه إذا صادفوا أهل اللغو لم يخوضوا معهم.
ويستعمل اللغو فيما لا يعتد به ومنه اللغو في الايمان أي ما لا عقد عليه وذلك ما يجرى وصلا للكلام بضرب من العادة، قال: ﴿لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم﴾ ومن هذا أخذ الشاعر فقال: ولست بمأخوذ بلغو تقوله * إذا لم تعمد عاقدات العزائم وقوله: ﴿لا تسمع فيها لاغية﴾ أي لغوا فجعل اسم الفاعل وصفا للكلام نحو كاذبة، وقيل لما لا يعتد به في الدية من الإبل لغو، وقال الشاعر: * كما ألغيت في الدية الحوارا * ولغى بكذا أي لهج به لهج العصفور بلغاه أي بصوته، ومنه قيل للكلام الذي يلهج به فرقة فرقة لغة.