حفر

 

قال تعالى: ﴿وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ﴾ آل عمران/103، أي: مكان محفور، ويقال لها حفيرة: والحفر: التراب الذي يخرج من الحفرة، نحو: نقض لما ينقض، والمحفار والمحفر والمحفرة: ما يحفر به، وسمي حافر الفرس تشبيها لحفره في عدوه، وقوله عز وجل: ﴿يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾ النازعات/10، مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت (انظر: المجمل 1/243) ؟.

 

وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: ﴿فِي الْحَافِرَةِ﴾ على هذا في موضع الحال.

 

وقيل: رجع على حافرته (راجع: أساس البلاغة ص 88؛ والمجمل 1/244؛ ومجمع الأمثال 1/308)، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، نحو قوله تعالى: ﴿وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ النحل/70، وقولهم: (النقد عند الحافرة) (انظر: الكشاف للزمخشري 4/181؛ ومجمع الأمثال 2/337؛ والمجموع المغيث 1/467)، لما يباع نقدا، وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه، والحفر: تأكل الأسنان، وقد حفر فوه حفرا، وأحفر المهر للإثناء والإرباع (في الأفعال 1/348 وأحفر المهر للإثناء والإرباع: سقطت ثناياه ورباعياته).