حرف

 

حرف الشيء: طرفه، وجمعه: أحرف وحروف، يقال: حرف السيف، وحرف السفينة، وحرف الجبل، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة بعضها ببعض، حرف (هي الناقة الضامرة)، تشبيها بحرف الجبل، أو تشبيها في الدقة بحرف من حروف الكلمة، قال عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ الحج/11، قد فسر ذلك بقوله بعده: ﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾ الحج/11، وفي معناه: ﴿مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ النساء/143.

 

وانحرف عن كذا، وتحرف، واحترف، والاحتراف: طلب حرفة للمكسب، والحرفة: حالته التي يلزمها في ذلك، نحو: القعدة والجلسة، والمحارف: المحروم الذي خلا به الخير، وتحريف الشيء: إمالته، كتحريف القلم، وتحريف الكلام: أن تجعله علىحرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، قال عز وجل: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ النساء/46، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ المائدة/41، ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾ البقرة/75، والحرف: ما فيه حرارة ولذع، كأنه محرف عن الحلاوة والحرارة، وطعام حريف، وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (نزل القرآن على سبعة أحرف) (الحديث صحيح متفق عليه، ورواية البخاري: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه). راجع: فتح الباري 9/23 كتاب فضائل القرآن؛ ومسلم 2/202؛ والتمهيد لابن عبد البر 8/272.

 

وقد ذكر أبو شامة في (المرشد الوجيز) هذا الحديث ورواياته كلها فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ثم قال: (قال: أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة). المرشد الوجيز ص 87).

 

وذلك مذكور على التحقيق في (الرسالة المنبهة على فوائد القرآن) (وانظر: فتح الباري 9/25 - 30).