حج
أصل الحج القصد للزيارة، قال الشاعر: يحجون بيت الزبرقان المعصفرا *** (هذا عجز بيت، وصدره: وأشهد من عون حلولا كثيرة ،وهو للمخبل السعدي، والبيت في المجمل 1/221؛ وأساس البلاغة ص 74؛ والمشوف المعلم 1/231)
خص في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحج والحج، فالحج مصدر، والحج اسم، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: (العمرة الحج الأصغر) (هذا مروي عن ابن عباس، وأخرجه عنه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم قال: العمرة الحجة الصغرى.
وأخرج الشافعي في الأم عن عبد الله بن أبي بكر أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله لعمرو بن حزم: (إن العمرة هي الحج الأصغر) راجع: الدر المنثور 1/504 - 505؛ وأخرجه ابن أبي شيبة 3/158).
والحجة: الدلالة المبينة للمحجة، أي: المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى: ﴿قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾ الأنعام/149، وقال: ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ البقرة/150، فجعل ما يحتج بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب (البيت للنابغة الذبياني من قصيدة له يمدح عمرو بن الحارث الأصغر وهو في ديوانه ص 11؛ والبصائر 2/432)
ويجوز أنه سمى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ الشورى/16، فسمى الداحضة حجة، وقوله تعالى: ﴿لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ الشورى/15، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمحاجة: أن يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته ومحجته، قال تعالى: ﴿وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي﴾ الأنعام/80، ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ﴾ آل عمران/61 / وقال تعالى: ﴿لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ﴾ آل عمران/65، وقال تعالى: ﴿هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ﴾ آل عمران/66، وقال تعالى: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ﴾ غافر/47، وسمي سبر الجراحة حجا، قال الشاعر: يحج مأمومة في قعرها لجف، (الشطر لعذار بن درة الطائي، وعجزه: فاست الطبيب قذاها كالمغاريد، وهو في المجمل 1/221؛ والمعاني الكبير 2/977؛ واللسان: (حج)