علا

 

- العلو: ضد السفل، والعلوي والسفلي المنسوب إليهما، والعلو: الارتفاع، وقد علا يعلو علوا وهو عال (راجع: الأفعال للسرقسطي 1/204)، وعلي يعلى علاء فهو علي (راجع: الأفعال للسرقسطي 1/252)، فعلا بالفتح في الأمكنة والأجسام أكثر.

قال تعالى: ﴿عاليهم ثياب سندس﴾ الإنسان/21.

وقيل: إن (علا) يقال في المحمود والمذموم، و (علي) لا يقال إلا في المحمود، قال: ﴿إن فرعون علا في الأرض﴾ القصص/4، ﴿لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين﴾ يونس/83، وقال تعالى: ﴿فاستكبروا وكانوا قوما عالين﴾ المؤمنون/46، وقال لإبليس: ﴿أستكبرت أم كنت من العالين﴾ ص/75، ﴿لا يريدون علوا في الأرض﴾ القصص/83، ﴿ولعلا بعضهم على بعض﴾ المؤمنون/91، ﴿ولتعلن علوا كبيرا﴾ الإسراء/4، ﴿واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا﴾ النمل/14.

والعلي: هو الرفيع القدر من: علي، وإذا وصف الله تعالى به في قوله: ﴿إن الله هو العلي الكبير﴾ الحج/62، ﴿إن الله كان عليا كبيرا﴾ النساء/34، فمعناه: يعلوا أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين.

وعلى ذلك يقال: تعالى، نحو: ﴿تعالى الله عما يشركون﴾ النمل/63، وتخصيص لفظ التفاعل لمبالغة ذلك منه لا على سبيل التكلف كما يكون من البشر (ما بين نقله الزركشي في البرهان 2/395)، وقال عز وجل: ﴿تعالى عما يقولون علوا كبيرا﴾ الإسراء/43، فقوله: (علوا) ليس بمصدر تعالى.

كما أن قوله (نباتا) في قوله: ﴿أنبتكم من الأرض نباتا﴾ نوح/17، و (تبتيلا) في قوله: ﴿وتبتل إليه تبتيلا﴾ المزمل/8، كذلك (إنما هي أسماء مصادر، وانظر في ذلك: المدخل لعلم التفسير ص 290 بتحقيقنا).

والأعلى: الأشرف. قال تعالى: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ النازعات/24، والاستعلاء: قد يكون طلب العلوم المذموم، وقد يكون طلب العلاء، أي: الرفعة، وقوله: ﴿وقد أفلح اليوم من استعلى﴾ طه/64، يحتمل الأمرين جميعا. وأما قوله: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ الأعلى/1، فمعناه: أعلى من أن يقاس به، أو يعتبر بغيره، وقوله: ﴿والسموات العلى﴾ طه/4، فجمع تأنيث الأعلى، والمعنى: هي الأشرف والأفضل بالإضافة إلى هذا العالم، كما قال: ﴿أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها﴾ النازعات/27، وقوله: ﴿لفي عليين﴾ المطفيين/18، فقد قيل هو اسم أشرف الجنان (انظر: الدر المنثور 8/448؛ والبصائر 4/97)، كما أن سجينا اسم شر النيران، وقيل: بل ذلك في الحقيقة اسم سكانها، وهذا أقرب في العربية، إذ كان هذا الجمع يختص بالناطقين، قال: والواحد علي نحو بطيخ. ومعناه: إن الأبرار في جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: ﴿أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين﴾ النساء/69، الآية.

وباعتبار العلو قيل للمكان المشرف وللشرف: العلياء، والعلية: تصغير عالية فصار في التعارف اسما للغرفة، وتعالى النهار: ارتفع، وعالية الرمح: ما دون السنان، جمعها عوال، وعالية المدينة، ومنه قيل: بعث إلى أهل العوالي (العوالي: ناحية بالمدينة المنورة)، ونسب إلى العالية فقيل: علوي (وهي نادرة). والعلاة: السندان حديدا كان أو حجرا. ويقال: العلية للغرفة، وجمعها علالي، وهي فعاليل، والعليان: البعير الضخم، وعلاوة الشيء: أعلاه. ولذلك قيل للراس والعنق: علاوة، ولما يحمل فوق الأحمال: علاوة. وقيل: علاوة الريح وسفالته، والمعلى: أشرف القداح، وهو السابع، واعل عني، أي: ارتفع (انظر: المجمل 3/625).

و (تعال) قيل: أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع، ثم جعل للدعاء إلى كل مكان، قال بعضهم: أصله من العلو، وهو ارتفاع المنزلة، فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة، كقولك: افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وعلى ذلك قال: ﴿قل تعالوا ندع أبناءنا﴾ آل عمران/61، ﴿تعالوا إلى كلمة﴾ آل عمران/64، ﴿تعالوا إلى ما أنزل الله﴾ النساء/61، ﴿ألا تعلوا علي﴾ النمل /31، ﴿تعالوا أتل﴾ الأنعام/151. وتعلى: ذهب صعدا. يقال: عليته فتعلى، و (على) : حرف جر، وقد يوضع موضع الاسم في قولهم:

 غدت من عليه * (هذا شطر بيت، وهو بتمامه:

غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها * تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

وهو لمزاحم العقيلي، في اللسان (علا) ؛ والمدخل لعلم التفسير ص 448؛ وخزانة الأدب 4/253.

- فائدة: مما سلف تبين أن (على) تأتي اسما وفعلا وحرفا.

ومثلها ثماني عشرة كلمة، جمعها العلامة السيوطي فقال:

وردت في النحو كلمات أتت * تارة حرفا، وفعلا، وسما

وهي: من والهاء والهمز وهل * رب والنون وفي أعني فما

عل لما وبلى حاشا ألا * وعلى والكاف فيما نظما

وخلا لات وها فيما رووا * وإلى أن فرو الكلما

انظر: الأشباه والنظائر في النحو 2/8)