الآية 58
قوله تعالى: ﴿وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾
حكى الله تعالى عن اخوة يوسف الذين كانوا ألقوه في الجب، وباعوه بثمن بخس انهم جاؤه ودخلوا عليه، فعرفهم يوسف ولم يشك فيهم، ولم يعرفه اخوته بل كانوا جاهلين بحاله منكرين له، وكان سبب مجيئهم إليه مجئ سني القحط التي كان ذكرها يوسف في تعبير الرؤيا، فجاؤوا إلى مصر يمتارون كما جاء غيرهم من الناس - في قول السدي، وابن اسحق وغيرهما، وليس لاحد ان يقول: كيف يجوز مع كمال العقل ان يعرفهم يوسف، وهم يجهلونه مع أنه نشأ معهم؟. وذلك أن عنه جوابين.
أحدهما: قال الجبائي: انهم فارقوه وهو صبي أمرد، فجاؤوه وقد التحى وكبر وتغيرت حاله، فلم يعرفوه.
وقال البلخي: ان ذلك مما خرق الله تعالى فيه العادة لنبيه (ع).