الآيات 20-22

قوله تعالى: ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا، انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً، لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً﴾

قوله " كلا نمد هؤلاء وهؤلاء " نصب (كلا) ب? " نمد و (وهؤلاء) بدل منه والمعنى إنا نعطي البر والفاجر، والمؤمن والكافر في الدنيا. واما الآخرة فللمتقين خاصة " وما كان عطاء ربك محظورا " اي لم يكن عطاء الله ممنوعا، ثم قال لنبيه والمراد به أمته معه " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض " بأن جعلنا بعضهم أغنياء، وبعضهم فقراء، وبعضهم موالي، وبعضهم عبيدا، وبعضهم أصحاء وبعضهم مرضى، بحسب ما علمنا من مصالحهم. ثم قال " وللآخرة أكبر درجات وأكبر تعضيلا " لأنهم معطون على مقدار طاعتهم، فمن كان كثير الطاعة. حصلت له الدرجات العالية من الثواب. وإنما أراد يبين أن التفاضل في الدنيا إذا كان يتنافس عليه، فالتفاضل في الجنة أولى بن يرغب فيه. ثم قال لنبيه والمراد به أمته " لا تجعل مع الله إلها آخر " توجه إليه عبادتك وتستدعي الحوائج من قبله فإنك إن فعلت ذلك قعدت مذموما مخذولا، وإذا كان الخطاب عاما كان التقدير، فلا تجعل أيها الانسان مع الله إلها آخر. ونصب " فتقعد " لأنه جواب النهي.