الآيات 104-105

قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾

يقول الله تعالى " إن الذين " لا يصدقون " بآيات الله " التي أظهرها، والمعجزات التي يصدق بها قولك يا محمد " لا يهديهم الله " إلى طريق الجنة " ولهم " مع ذلك " عذاب أليم " في النار. ويحتمل أن يكون المراد: لا يحكم الله تعالى بهدايتهم، لأنهم كفار. ثم اخبر إن الذي يتخرص الكذب، ويفتري على الله، هو الذي لا يؤمن بآيات الله، ويجحدها، وهم الكاذبون، وإنما خص الذين لا يؤمنون بالله بالافتراء. لأنه لا يردعهم عن الكذب ايمان بالجزاء، " وأولئك هم الكاذبون " على رسوله فيما ادعوا عليه. وقيل: المعنى في ذلك تعظيم كذبهم، كما يقول القائل: هؤلاء هم الرجال.