الآية 71
قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ﴾
القراءة:
قرأ أبو بكر عن عاصم " تجحدون " بالتاء على معنى: قل لهم يا محمد أمن أجل ما أنعم الله عليكم، أشرتم وبطرتم وجحدتم. وقرأ الباقون بالياء. وبخهم الله تعالى على جحودهم نعمه، فيقول الله تعالى لخلقه، بأنه فضل بعضهم على بعض في الرزق، لأنه خلق فيهم غنيا وفقيرا وقادرا وعاجزا، وفضل بني آدم على سائر الحيوان في لذيذ المأكل، والمشرب، وجعل بعضهم مالكا لبعض، وبعضهم رقا مملوكا. وقوله " فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم " قيل في معناه قولان:
أحدهما: انهم لا يشركون عبيدهم في أموالهم وأزواجهم حتى يكونوا فيه سواء، لأنهم لا يرضون بذلك لا نفسهم، وهم يشركون عبيدي في ملكي وسلطاني ويوجهون العبادة والقربات إليهم، مثل قربهم إلى الله تعالى. ذكره ابن عباس وقتادة ومجاهد.
الثاني: انهم سواء في أني رزقت الجميع، وأنه لا يمكن أحد أن يرزق عبيده إلا برزقي إياه، أفبهذه النعم التي عددتها وذكرتها " يجحدون " هؤلاء الكفار.