الآية 40
قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾
القراءة:
قرأ الكسائي وابن عباس " فيكون " نصبا. الباقون رفعا. فمن نصب جعله عطفا على " ان نقول.. فيكون " ولا يجوز أن يكون نصبا على جواب الامر لان ما ينتصب لأجل جواب الامر هو ما يكون فعلان، ويجب الثاني من اجل الأول، كقولك ائتني فأكرمك فالاكرام يجب من اجل الاتيان، وليس كذلك في لآية، لأنه إنما هو فعل واحد أمر، وأخبر أنه يكون، ولذلك اجمع القراء على رفع الذي في آل عمران في قوله " ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " (1) وقد أجار الزجاج النصب على أن يكون جوابا، وهو غلط. من رفع أراد أن يقول له كن، فإنه يكون. وقيل في معنى الآية قولان:
أحدهما: انه بمنزلة قوله (كن) في أنه يكون منا من غير كلفة ولا معاناة.
والثاني: ان قول " كن " علامة للملائكة تدلهم على أنه سيحدث كذا وكذا عند سماعه.
1- سورة 10 يونس اية 93.