الآيات 8-9

قوله تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾

هذه الآية عطف على التي قبلها، فلذلك نصب " والخيل " وتقديرها، وخلق الخيل، وهي الدواب التي تركب " والبغال " واحدها بغل " والحمير " واحدها حمار " لتركبوها " وتتزينوا بها، ونصب (وزينة) بتقدير، وجعلها زينة " ويخلق ما لا تعلمون " من أنواع الحيوان والجماد والنبات لمنافعكم، ويخلق من أنواع الثواب للمطيعين، وأنواع العقاب للعصاة ما لا تعلمون. وحكي عن ابن عباس: أن الآية دالة على تحريم لحم الخيل، لأنها للركوب والزينة والانعام لما ذكر قبل، وهو قول الحكم والأسود. وقالوا: لأنه تعالى ذكر في آية الانعام " ومنها تأكلون " (1) ولم يذكر ذلك في آية الخيل بل ذكرها للركوب والزينة. وإبراهيم لم يربه بأسا، وهو قول جميع الفقهاء. وقال جابر: كنا نأكل لحم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله " وعلى الله قصد السبيل " قال ابن عباس: معناه بيان قصد السبيل أي بيان الهدى من الضلال " ومنها جائر " أي عادل عن الحق فمن الطريق ما يهدي إلى الحق، ومنها ما يضل عن الحق، ثم قال " ولو شاء لهداكم أجمعين " وقيل في معناه قولان:

أحدهما: قال الحسن والبلخي: لو شاء لهداكم بالالجاء، لأنه قادر على ذلك.

الثاني: قال الجبائي: لو شاء لهداكم إلى الجنة.


1- سورة المؤمنون آية 20.