الآية 31

قوله تعالى: ﴿قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ﴾

أمر الله تعالى نبيه ان يقول لعباده المؤمنين المعترفين بتوحيد الله وعدله يداومون على فعل الصلاة ويقيمونها بشرائطها وينفقون مما رزقهم الله سرا وعلانية أي ظاهرا وباطنا، وموضع " يقيموا " جزم من ثلاثة أوجه:

أحدها: انه جواب الامر وهو " قل ".

الثاني: هو جواب أمر محذوف، وتقديره قل لهم أقيموا يقيموا.

الثالث: بحذف لام الامر لان في " قل " دلالة عليه، والمعنى ليقيموا، وعلى هذا يجوز ان تقول: قل له يضرب، ولا يجوز يضرب زيدا، لأنه عوض من المحذوف ذكره الزجاج. " من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال " المعنى بادروا بافعال الخير من إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وأفعال الخير " قبل ان " يأتيكم يوم القيامة الذي لا بيع فيه ولا شراء، والمراد - ههنا - ولا فداء تفدون بها نفوسكم من عذاب الله " ولا خلال " اي ولا مخالة، تقول: خاللت فلانا مخالة وخلالا، قال امرؤ القيس:

صرفت الهوى عنهن من خيفة الردى * ولست بمقلي الخلال ولا قالي (1)

والمخالة اصفاء المودة، وقد يكون الخلال جمع خلة مثل قلة، وقلال. وظلة وظلال.


1- ديوانه: 113 وتفسير الطبري 13: 133.