الآيات 26-27
قوله تعالى: ﴿وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ، يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء﴾
لما ضرب الله المثل للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي ذكرها وأكلها، ضرب. المثل للكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة التي تجتث اي تقلع، يقال: اجتثه اجتثاثا وجثه جثا، ومنه الجثة، والاجتثاث الاستئصال للشئ واقتلاعه من أصله، وقال انس بن مالك ومجاهد: الشجرة المثل بها هي شجرة الحنظل، قال أنس: وهي السرمان. وقال ابن عباس: هي شجرة لم تخلق بعد. والمثل قول سائر يشبه فيه حال الثاني بالأول، والتشبيه في الأمثال، لما يحتاج إليه من البيان وهو على وجهين:
أحدهما: ما يظهر فيه أداة التشبيه.
الآخر: ما لا يظهر فيه. الكلمة الواحدة من الكلام، ولذلك يقال للقصيدة كلمة، لأنها قصيدة واحدة من الكلام. والكلمة إنما تكون خبيثة إذا خبث معناها. وهي كلمة الكفر، والطيبة كلمة الايمان، والخبث فساد يؤدي إلى فساد. وقوله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " يعنى كلمة الايمان " وفي الآخرة " قال ابن عباس والبراء بن عازب: هي المسألة في القبر إذا أتاه الملك، فقال له من ربك وما دينك ومن نبيك؟فيقول: ربي الله وديني الاسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال قوم: معنى " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " يعني الايمان يثبتهم الله بثوابه في الجنة ويمدحهم فيها. وقوله " ويضل الله الظالمين " يحتمل أمرين:
أحدهما: يحكم بضلال الظالمين.
الثاني: يضلهم عن طريق الجنة إلى طريق النار " ويفعل الله ما يشاء " من ذلك لا اعتراض عليه في ذلك ولا في غيره مما يريد فعله.