الآيات 13-14

قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾

حكى الله تعالى عن الكفار انهم قالوا لرسلهم " انا لنخرجنكم من ارضنا " وبلادنا إلا أن تدخلوا في أدياننا، ومذاهبنا، فحينئذ أوحى الله تعالى إلى رسله إنا نهلك هؤلاء الظالمين الكافرين، ونسكنكم الأرض بعدهم ذلك جزاء " لمن خاف مقامي " اي حيث يقيمه الله بين يديه، وأضافه إلى نفسه، كما قال " وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " (1) اي رزقي إياكم قال الفراء: والعرب تضيف افعالها إلى أنفسها والى ما وقعت عليه، يقولون سررت برؤيتك، وسررت برؤيتي إياك، وندمت على ضربك وضربي إياك، وخاف وعيدي وعقابي، وإنما قالوا " أو لتعودن في ملتنا " وهم لم يكونوا على ملتهم قط لامرين:

أحدهما: انهم توهموا - ذلك على غير حقيقة - انهم كانوا على ملتهم.

الثاني: انهم ظنوا بالنشوء انهم كانوا عليها دون الحقيقة. واللام في قوله " ولنخرجنكم " لام القسم والتي في قوله " أو لتعودن أيضا مثل ذلك إلا أن فيه معنى الجزاء، لان التقدير لنخرجنكم من ارضنا إلا أن تعودوا أو حتى أن تعودوا، وهو مثل قول القائل: والله لا أكلمك أو تدعوني. والمعنى إلا أن، أو حتى تدعوني.


1- سورة 56 الواقعة آية 82.