الآية 97

قوله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾

في الكلام حذف، لان تقديره إن اخوة يوسف وصلوا إلى أبيهم بعد ان جاء البشير وألقوا قميصه على وجهه ورد الله بصره عليه، فلما رأوه قالوا له " يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا " أي سل الله تعالى ان يستر علينا ذنوبنا، ولا يعاقبنا عليها، فانا " كنا خاطئين " فيما فعلناه بيوسف. ومتى قيل: كيف سألوه الاستغفار من مع أنهم كانوا تابوا والتوبة تسقط العقاب؟قلنا أما على مذهبنا فلان التوبة لا تسقط العقاب وجوبا، وإنما يسقطه الله تعالى عندها تفضلا وأما علي مذهب مخالفنا، فإنهم سألوه ذلك، لأجل المظلمة المتعلقة بصفح المظلوم، وسؤال صاحبه ان لا يأخذ بظلمه، لابد انه توبة خاصة منه ووجه آخر، وهوان يبلغه منزلة بدعائه يصير بمنزلة عالية لمكان سؤاله.