الآية 88
قوله تعالى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ﴾
اللغة:
الخلود في اللغة هو طول المكث، ولذلك يقال خلده في السجن وخلد الكتاب في الديوان. وقيل للاثافي: خوالد ما دامت في موضعها، فإذا زالت لا تسمى خوالد. والفرق؟الخلود والدوام: أن الخلود يقتضي (في) كقولك خلد في الحبس ولا يقتضي ذلك الدوام، ولذلك جاز وصفه تعالى بالدوام دون الخلود. إلا أن خلود الكفار المراد به التأبيد بلا خلاف بين الأمة.
المعنى:
وقوله: " فيها " الهاء راجعة إلى اللعنة. ومعنى خلودهم فيها استحقاقهم لها دائما مع ما توجبه من أليم العقاب، فأما من ليس بكافر من فساق أهل الصلاة فلا يتوجه إليه الوعيد بالخلود، لأنه لا يستحق إلا عقابا منقطعا به مع ثبوت استحقاقه للثواب الدائم، لأنه لو كان كذلك لأدى إلى اجتماع استحقاق الثواب الدائم، والعقاب الدائم لشخص واحد. والاجماع بخلافه. والاحباط - عندنا - باطل، فلا يمكن أن يقال يحبط أحدهما الاخر، وإنما حسن العقاب الدائم على المعاصي المنقطعة، كما حسن الثواب الدائم على الطاعة المنقطعة، فلا يجوز أن يستحق الدوام على الأصغر، ولا يستحق على الأكثر، فلما كانت نعم الله تعالى أعظم النعم كانت معاصيه أعظم المعاصي، وكانت طاعته أصغر منها. وأيضا، فإنه يحسن الذم للدائم على المعاصي المنقطعة فالعقاب يجري مجراه.
اللغة:
وقوله: (لا يخفف عنهم العذاب