الآية 74
قوله تعالى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾
اللغة:
الاختصاص: انفراد بعض الأشياء بمعنى دون غيره، كالانفراد بالملك أو الفعل أو العلم أو السبب أو الطلب أو غير ذلك. ويصح الانفراد بالنفس وغير النفس، وليس كذلك الاختصاص، لأنه نقيض الاشتراك. والانفراد نقيض الازدواج. والفرق بين الاختصاص، والخاصة: أن الخاصة تحتمل الإضافة وغير الإضافة، لأنها نقيض العامة، فأما الاختصاص، فلا يكون إلا على الإضافة، لأنه اختصاص بكذا دون كذا.
المعنى:
وقيل في معنى الرحمة ههنا قولان:
أحدهما: قال الحسن، ومجاهد، والربيع، والجبائي: إنها السورة وقال ابن جريج: هي القرآن، والاسلام. ووجه هذا القول أنه يختصهم بالاسلام بما لهم من اللطف فيه. وفي الآية دلالة على أن النبوة ليست مستحقة بالافعال، لأنها لو كانت جزاء، لما جاز أن يقول يختص بها من يشاء، كما لا يجوز أن يختص بعقابه من يشاء من عباده. فان قيل اللطف مستحق، وهو يختص به من يشاء من عباده؟قلنا: لأنه قد يكون لطفا على وجه الاختصاص دون الاشتراك وليس كذلك الثواب.
اللغة:
وقوله: (والله ذو الفضل العظيم)، فالفضل الزيادة عن الاحسان وأصله على الطلاق الزيادة يقال في بدنه فضل أي زيادة. والفاضل: الزائد على غيره في خصال الخير، فأما التفضل، فزيادة النفع على مقدار الاستحقاق ثم كثر استعماله حتى صار لكل نفع قصد به فاعله أن ينفع صاحبه.