الآية 43

قوله تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾

قيل في معنى قوله: " اقنتي " ثلاثة أقوال:

أحدها: قال سعيد بن جبير أن معناه اخلصي لربك العبادة.

الثاني: قال قتادة معناه أديمي الطاعة.

الثالث: قال مجاهد اطلبي القيام في الصلاة. وأصل القنوت الدوام على الشئ. وقوله: (واسجدي) وأصل السجود الانخفاض الشديد للخضوع قال الشاعر:

فكلتاهما خرت واسجد رأسها * كما سجدت نصرانة لم تحنف (1)

وكذلك القول في الركوع إلا أن السجود أشد انخفاضا. وقد بينا فيما مضى حقيقته. وإنما قدم ذكر السجود في الآية على الركوع، لان؟به التأخير والتقدير اركعي واسجدي، لان الواو لا توجب الترتيب، لأنها نظيرة التثنية إذا اتفقت الأسماء والصفات. تقول جاءني زيد وعمرو، ولو جمعت بينهما في الخبر لقلت جاءني الزيدان. وقوله: (مع الراكعين) فيه قولان:

أحدهما: أن معناه افعلى مثل فعلهم.

الثاني: قال الجبائي: أي في صلاة الجماعة.

1- مر تخريجه في 1: 281.