الآية 17

قوله تعالى: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾

الاعراب واللغة والمعنى:

الصابرين نصب على المدح وكذلك باقي الصفات، ويجوز أن تكون جرا صفات " للذين اتقوا " ومعنى الصابرين: الحابسين نفوسهم بمنعها عما حرم الله (تعالى) عليها، فالصابر الممدوح: هو الحابس نفسه عن جميع معاصي الله، والمقيم على ما أوجب عليه من العبادات، والصادقين هم المخبرون بالشئ على ما هو به وهي أيضا صفة مدح " والقانتين " قال قتادة: هم المطيعون. وقال الزجاج: هم الدائمون على العبادة، لان أصل القنوت الدوام. " والمنفقين ": الذين يخرجون ما أوجب الله عليهم من الزكوات، وغيرها من الحقوق. ويدخل في؟لك المتطوعون بالانفاق فيما رغب الله في الانفاق فيه. " والمستغفرين بالاسحار " قال قتادة: هم المصلون بالاسحار. وقال أنس بن مالك: هم الذين يسألون المغفرة، وهو الأظهر. والأول جائز أيضا، لأنه قد تطلب المغفرة بالصلاة، كما تطلب بالدعاء.

اللغة:

والأسحار: جمع سحر، وهو الوقت الذي قبل طلوع الفجر. وأصله: الخفاء، وسمي السحر، لخفاء الشخص فيه. ومنه السحر، لخفاء سببه. ومنه السحر الرئة لخفاء موضعها. والمسحر الذي يأكل الطعام لخفاء مسالكه. وروي عن أبي عبد الله أن من استغفر الله سبعين مرة في وقت السحر، فهو من أهل هذه الآية.