الآية 2

قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾

اخبر الله تعالى أنه انزل هذا الكتاب قرآنا عربيا لكي يعقلوا معانيه وأغراضه، وسماه (قرآنا) لما تضمن مجموع خبر يوسف وغير ذلك. و (القرآن) كلام في أعلا طبقة البلاغة، ووجه بلاغة القرآن كونه في نهاية التلاؤم المنافي للتنافر في تأليف اللفظ والمعنى: مع تشاكل المقاطع في الفواصل بما يقتضيه المعنى ومع تصريف القول على أحسن ما تصرف به المعنى. والعقل مجموعة علوم يتمكن معها من الاستدلال بالشاهدين على الغائب، ويفصل به بين الحسن والقبيح. ثم يجري على كل ما يعقله الانسان في نفسه من المعاني. وفي الآية دليل على أن كلام الله محدث، لأنه وصفه بالانزال وبأنه عربي، ولا يوصف بذلك القديم. وفيه دلالة على أن القرآن غير الله، لأنه وصفه بأنه عربي، ومن يزعم أن الله عربي، فقد كفر، وما كان غير الله فهو محدث. والهاء في قوله " انا أنزلناه " كناية عن الكتاب الذي تقدم ذكره. قال الزجاج: ويجوز أن يكون المعنى إنا أنزلنا خبر يوسف، وقصته، لان علماء اليهود، قالوا لكبراء المشركين: سلوا محمدا صلى الله عليه وسلم لم انتقل يعقوب من الشام إلى مصر، وعن قصة يوسف، فأنزل الله الآية ودليله قوله " لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين.