الآية 115

قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾

أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه وتكذيبهم إياه، والتجلد عليه، وعلى القيام بما افترض عليه من أداء الواجب، والامتناع من القبيح، وبين له انه يضيع ولا يهمل أجر المحسنين على احسانهم بل يكافيهم عليه أتم الجزاء وأكمل الثواب، و (الصبر) حبس النفس عن الخروج إلى ما لا يجوز من ترك الحق، وضده الجزع قال الشاعر:

فان تصبرا فالصبر خير مغبة * وان تجزعا فالامر ما تريان (1)

والصبر على الباطل مذموم، قال الله تعالى " وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم " (2) ويعين على الصبر شيئان:

أحدهما: العلم بما يعقب من الخير في كل وجه وعادة النفس له.

الثاني: استشعار ما في لزوم الحق من العز والاجر بطاعة الله والصبر مأخوذ من الصبر المر، لأنه تجرع مرارة الحق بحبس النفس عن الخروج إلى المشتهى.


1- مر هذا البيت في 1: 202.

2- سورة ص آية 6.