الآية 99

قوله تعالى: ﴿وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾

المعنى:

معنى قوله " واتبعوا في هذه لعنة " ان الله لعنهم والملائكة والمؤمنون، فاختصر على وجه ما ذكرنا على ما لم يسم فاعله، لان الا يجاز لا يخل بهذا المعنى. واللعن من العباد الدعاء والمسألة لله تعالى بالابعاد من الرحمة - في قولهم لعنة الله - والذم الوصف بالقبيح على وجه التحقير. ومعنى الآية انهم كيف تصرفوا، وحيث كانوا، فاللعنة تتبعهم. واللعنة من الله الابعاد من رحمته بان يحكم بذلك، فمن لعنه الله فقد حكم بابعاده من رحمته وانه لا يرحمه. وقوله " ويوم القيامة بئس الرفد " والرفد العون على الامر، وإنما قيل ههنا - رفد، لان اللعنة جعلت بدلا من الرفد بالعطية، ويقال: رفده وهو يرفده رفدا، ورفد - بفتح الراء وكسرها - قال الزجاج كل شئ جعلته عونا لشئ وأسندت به شيئا فقد رفدته، يقال عهدت الحائط ورفدته بمعنى واحد، والرفد القرح العظيم، وروي - بفتح الراء - في الآية وهي لغة شاذة.