الآية 92
قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
هذا حكاية ما قال شعيب لقومه حين قالوا " لولا رهطك لرجمناك " يا قوم أعشيرتي وقومي أعز عليكم من الله. والأعز الأقوى الأمنع. والأعز نقيض الأذل، والعزة نقيض الذلة والعزيز نقيض الذليل. وقوله " واتخذ تموه وراءكم ظهريا " فالاتخاذ اخذ الشئ لامر يستمر في المستأنف كاتخاذ البيت واتخاذ المركوب، والظهري جعل الشئ وراء الظهر قال الشاعر: وجدنا نبي البرصاء من ولد الظهر (1) وقال آخر:
تميم بن قيس لا تكونن حاجتي * بظهر ولا يعيا علي جوابها (2)
وقيل فيما تعود الهاء إليه من قوله " اتخذتموه " ثلاثة أقوال: فقال ابن عباس والحسن: انها عائدة على الله. وقال مجاهد: هي عائدة على ما جاء به شعيب. وقال: الزجاج: هي عائدة على أمر الله. وقوله " ان ربي بما تعملون محيط " قيل في معناه ههنا قولان:
أحدهما: انه محص لاعمالكم لا يفوته شئ منها.
الثاني: انه خبير باعمال العباد ليجازيهم بها - ذكره الحسن - قال سفيان كان شعيب خطيب الأنبياء.
1- قائله أرطأة ابن سيهة، انظر نسبه في الأغاني 13: 27 (دار الثقافة). والبيت في اللسان (ظهر) ومجاز القرآن 1: 398 وتفسير الطبري (دار المعارف) 15: 459 وصدره: فمن مبلغ أبناء مرة أننا..
2- قائله الفرزدق ديوانه 1: 95 وقد مر في 3: 74 وهو في اللسان (ظهر) ورواية الديوان (زيد لا تهونن) بدل (قيس لا تكونن).