الآية 86
قوله تعالى: ﴿بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾
البقية تركه شئ من شئ قد مضى، والمعنى بقية الله من نعمه. وقيل " بقية الله " طاعة الله - في قول الحسن ومجاهد - لأنه يبقي ثوابها أبدا، وكانت هذه البقية خيرا من تعجيلهم النفع بالبخس في المكيال والميزان، وإنما شرط أنه خير بالايمان في قوله " ان كنتم مؤمنين " وهو خير على كل حال، لأنهم إن كانوا مؤمنين بالله عرفوا صحته. ووجه آخر - ان المراد " إن كنتم مؤمنين " فهو ثابت. وقوله " وما انا عليكم بحفيظ " معناه ههنا ان هذه النعمة التي أنعمها الله عليكم لست أقدر على حفظها عليكم وإنما يحفظها الله عليكم. إذا أطعتموه، فان عصيتموه أزالها عنكم. وقال قوم " وما انا عليكم بحفيظ " احفظ عليكم كيلكم ووزنكم حتى توفوا الناس حقوقهم، ولا تظلموهم، وإنما علي ان انها كم عنه.