الآية 80

قوله تعالى: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾

هذه حكاية ما قال لوط عند أياسه من قبول قومه، بأنه قال " لو أن لي بكم قوة " ومعناه اني لو قدرت على دفعكم وقويت على منعكم من أضيافي لحلت بينكم وبين ما جئتم له من الفساد، وحذف لدلالة الكلام عليه. وقوله " أو آوي إلى ركن شديد " معناه لو كان لي من أستعين به في دفاعكم. وقيل معناه لو كان لي عشيرة، قال الراجز:

يأوي إلى ركن من الأركان * في عدد طيس ومجد بان (1)

والركن معتمد البناء بعد الأساس، وركنا الجبل جانباه. وإنما قال هذا القول مع أنه كان يأوي إلى الله تعالى، لأنه إنما أراد العدة من الرجال، وإلا، فله ركن وثيق من معونة الله ونصره، إلا أنه لا يصح التكليف إلا مع التمكين. والقوة القدرة التي يصح بها الفعل، ويقال للعدة من السلاح قوة، كقوله " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " (2) والشدة بجمع يصعب معه التفكك، وقد يكون بعقد يصعب معه التحلل.


1- مجاز القرآن 1: 294 وتفسير الطبري 15: 422 ومعنى (عدد طيس) عدد كثير.

2- سورة الأنفال آية 61.