الآية 202

قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾

الاعراب:

" أولئك " رفع بالابتداء وخبره لهم نصيب. ومعناه أولئك لهم نصيب من كسبهم باستحقاقهم الثواب عليه.

اللغة:

والنصيب: الحظ، وجمعه أنصباء وأنصبة. وحد النصيب الجزء الذي يختص به البعض من خير أو شر. والكسب: الفعل الذي يجتلب به نفع أو يدفع به ضرر. وتقول: نصب ينصب نصبا، ونصب نصبا من التعب، وأنصبني هذا إنصابا. وانتصب الشئ انتصابا. وناصبه العداوة مناصبة. والنصب إقامتك الشئ. والنصب: الرفع. ونصب القوم السير: إذا رفعوه. وكل شئ رفعته، فقد نصبته، ومنه نصب الحرف، لان الصوت يرفع فيه إلى الغار الاعلى. والنصب بتغير الحال من مرض أو تعب. والنصب: جمع أنصاب وهي حجارة كانت تنصب في الجاهلية، ويطاف بها، ويتقرب عندها وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله: " وما ذبح على النصب " (1) وقال: " والأنصاب والأزلام " (2). وأنصاب الحرم حدوده، وهي حجارة تنصب، ليعرف بها الحرم. ونصاب السكين، وغيره معروف، وفلان في نصاب صدق: في حسب ثابت. والنصبة: السارية. والمنصب الذي ينصب عليه القدور. وكل شئ استقبلت به شيئا، فقد نصبته. وأصل الباب القيام. وقوله تعالى: " والله سريع الحساب " يعني في العدل من غير حاجة إلى خط ولا عقد، لأنه (عز وجل) عالم به. وإنما يحاسب العبد مظاهرة في العدل، وإحالة على ما يوجبه الفعل من خير أو شر. والسرعة هو العمل القصير المدة. وتقول: سرع سرعة، وأسرع في المشي إسراعا، وسارع إليه مسارعة، وتسرع تسرعا، وتسارع تسارعا، وأقبل فلان في سرعان قومه أي في أوائلهم المتسرعين. واليسروع: دويبة تكون في الرمل. وأصل الباب: السرعة. وتقول من الحساب: حسب الحساب يحسبه حسبا، وحسب الشئ حسبانا، وحاسبه محاسبة، وحسابا، وتحاسبوا تحاسبا، واحتسب احتسابا، وأحسبني من العطاء إحسابا، وأي كفاني " وعطاء حسابا " (3) أي كافيا. والحسبان سهام صغار. وقيل منه " ويرسل عليها حبسانا من السماء " (4). وقيل عذابا. والمحسبة وسادة من أدم. والمحسبة غبرة مثل كدرة. وحسب الرجل مآثر آبائه. وأفعل ذلك بحسب ما أوليتني. وحسبي أي يكفيني " ويرزق من يشاء بغير حساب " (5) أي بغير تضييق " والشمس والقمر بحسبان " (6) أي قدر لهما مواقيت معلومة لا يعدونها. والتحسيب: دفن الميت يجب الحجارة (7) وأصل الباب: الحساب، والحسبان: الظن، لأنه كالحساب في الاعتداد به، والعمل به على بعض الوجوه. وروي عن علي (ع) أنه قال: معناه إنه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة.


1- سورة المائدة آية: 4.

2- سورة المائدة آية: 63.

3- سورة النبأ آية: 36.

4- سورة الكهف آية: 41.

5- سورة البقرة آية: 112.

6- سورة الرحمن آية: 5.

7- هكذا في المطبوعة وفي لسان العرب (حسب) التحسيب دفن الميت في الحجارة.