الآية 67
قوله تعالى: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾
اخبر الله تعالى أنه لما نجا صالحا والمؤمنين وأراد اهلاك الكفار أخذ الذين ظلموا الصيحة، وهي الصوت العظيم من الحيوان. وقال الجبائي لا تكون الصيحة إلا حدوث صوت في فم وحلق حيوان. وقيل إن جبرائيل عليه السلام صاح بهم، ويجوز أن يكون الله تعالى احدث الصيحة في حلق حيوان، وإنما ذكر اللفظ لأنه حمله على المعنى، لان الصيحة والصياح واحد، ويجوز تأنيثه حملا على اللفظ، كما جاء في موضع آخر (1). وقوله " فأصبحوا في ديارهم جاثمين " معناه أنه لما اتتهم الصيحة ليلا أصبحوا في ديارهم خامدين على هذه الصفة، والعرب تقول في تعظيم الامر: (وا سوأة صباحاه). والجثوم السقوط على الوجوه. وقيل هو القعود على الركب، يقال: جثم على القلب إذا ثقل عليه، وذكرهم الله بالظلم هنا دون الكفر ليعلم أن الكفر ظلم النفس إذ يصير إلى أعظم الضرر بعذاب الأبد.
1- سورة هود اية 95 وسورة الحجر آية 73، 83، وسورة المؤمنون آية 41 وغيرها كثير والآيات التي ذكرناها الفعل فيها لمؤنث.