الآية 63
قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ﴾
حكى الله تعالى في هذه الآية ما أجاب به صالح قومه ثمود بأن قال لهم " أرأيتم ان كنت على بينة " أي حجة من ربي ودليل من جهته ولا مفعول تفسير التبيان ج 6 - م 2 ل? (رأيتم) لأنه يلغى كما يلغى إذا دخل عليه لام الابتداء، في قولك (رأيت لزيد خير منك) فكذلك الجزاء. وجواب (إن) الأولى الفاء، وجواب (إن) الثانية محذوف، وتقديره ان عصيته فمن ينصرني، إلا أنه يستغني بالأول، فلا يظهر. وقوله " فمن ينصرني من الله ان عصيته " صورته صورة الاستفهام، ومعناه النفي كأنه قال فلا ناصر لي من الله ان عصيته، ومعنى الكلام أعلمتم من ينصرني من الله ان عصيته بعد بينة من ربى ونعمة، وإنما جاز إلغاء (رأيت) لأنها دخلت على جملة قائمة بنفسها من جهة انها تفيد لو انفردت عن غيرها، و (من) يتعلق بمعناها دون تفصيل لفظها. وقوله " فما تزيدونني غير تخسير " قيل في معناه ثلاثة أقوال:
أحدها: ليس تزيدونني باحتجاجكم بعبادة آبائكم اي ما تزدادون أنتم الا خسارا، هذا قول مجاهد.
الثاني: قال قوم: تزيدونني لأنهم يعطونه ذاك بعد أول أمرهم.
الثالث: قال الحسن معناه ان أجبتكم إلى ما تدعونني إليه كنت بمنزلة من يزداد الخسران. وقال آخرون معناه ما تزيدونني على ما انا عندكم الا خسارا.