الآية 68
قوله تعالى: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾
قد بينا معنى الابلاغ، وهو احضار الشئ غيره على وجه الانتهاء، ومنه قوله " ثم ابلغه مأمنه " (1) وقد يكون احضارا لنفس البيان للأفهام والابلاغ أشد اقتضاء للمنتهى إليه من الايصال، لأنه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغة التي تصل إلى سويداء قلبه. ولا يجوز بدل " رسالات ربي " نبوات ربي، لان النبوة تكليف القيام بالرسالة، فإنما يبلغ الرسالة ولا يبلغ التكليف. وقوله " وأنا لكم ناصح أمين " معناه اني ناصح لكم فيما أدعوكم إليه من طاعة الله واخلاص عبادته. وقيل: ان معناه اني كنت فيكم أمينا قبل النبوة والنصح إخلاص المعاملة من شائب الفساد في النية. والأمين المأمون من أن يكون منه تغيير له أو تبديل. وفى الآية دلالة على أنه يجوز للانسان أن يزكي نفسه عند الحاجة إليه.
1- سورة التوبة آية 7.