الآية 6

قوله تعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾

أخبر الله تعالى أنه ليس في الأرض دابة إلا والله تعالى متكفل برزقها. والدابة الحي الذي من شأنه أن يدب يقال: دب يدب دبيبا وأدبه ادبابا، غير أنه صار بالعرف عبارة عن الخيل والبراذين دون غيرها من الحيوان. وقوله " ويعلم مستقرها ومستودعها " فالمستقر الموضع الذي يقر فيه الشئ وهو قراره ومكانه الذي يأوي إليه. والمستودع المعنى المجعول في القرار كالولد في البطن والنطفة التي في الظهر وقيل: مستودعها مدفنها بعد موتها. وقيل: مستقرها في أصلاب الاباء ومستودعها في أرحام الأمهات. وقيل: مستقرها ما تستقر عليه، ومستودعها ما تصير إليه. وقوله " كل في كتاب مبين " خبر من الله تعالى أن جميع ذلك مكتوب في كتاب ظاهر يعني اللوح المحفوظ، وإنما أثبت تعالى ذلك مع أنه عالم انه لا يعزب عنه شئ لما فيه من اللطف للملائكة أو يكون فيه لطف لمن يخبر بذلك.