الآية 103
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
القراءة:
قرأ يعقوب " ثم ننجي " بالتخفيف. وقرأ الكسائي ويعقوب وحفص والكسائي عن أبي بكر " ننجي المؤمنين " بالتخفيف. الباقون بالتشديد فيهما. قال أبو علي النحوي: يقال نجا زيد نفسه، فإذا عديته، فان شئت قلت أنجيته وان شئت قلت نجيته. ومن شدد فلقوله " ونجينا الذين آمنوا " (1) ومن خفف فلقوله " فأنجاه الله من النار " (2) وكلاهما حسن. أخبر الله تعالى أنه إذا أراد إهلاك قوم استحقوا الهلاك نجى رسله من بينهم وخلصهم من العقاب، ويخلص مع الرسل المؤمنين الذين أقروا له بالوحدانية وللرسل بالتصديق. وقوله " كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين " وجه التشبيه في ذلك أن نجاة من يقر من المؤمنين كنجاة من مضى في أنه حق على الله ثابت لهم ويحتمل أن يكون العامل في " كذلك " ننجي الأول وتقديره ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك الانجاء ويحتمل أن يعمل فيه الثاني، وكذلك حقا علينا. ومعنى قوله " حقا علينا " يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون معناه واجبا علينا ننجي المؤمنين من عقاب الكفار، ذكره الجبائي.
الثاني: أن يكون على وجه التأكيد كقولك مررت بزيد حقا إلا أن علينا يقتضي الوجه الأول. والنجاة مأخوذة من النجوة وهي الارتفاع عن الهلاك. والسلامة مأخوذة من إعطاء الشئ من غير نقيصه، أسلمته إليه إذا أعطيته سالما من غير آفة.
1- سورة 41 حم السجدة آية 18.
2- سورة 29 العنكبوت آية 24.