الآية 101
قوله تعالى: ﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾
امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يأمر الخلق بالنظر لأنه الطريق المؤدي إلى معرفة الله تعالى. والنظر المراد في الآية الفكر والاعتبار. وقال الرماني: هو طلب الشئ من جهة الفكر كما يطلب ادراكه بالعين. ومعنى قوله تعالى " ماذا في السماوات والأرض " أي ما فيهما من العبر من مجئ الليل والنهار مجرى البحور والأفلاك ونتاج الحيوان وخروج الزرع والثمار، ووقوف السماوات والأرض بغير عماد، لان كل ذلك تدبير يقتضي مدبرا لا يشبه الأشياء ولا تشبهه. وقوله " وما تغني الا يأت والنذر عن قوم لا يؤمنون " قيل في معناه قولان:
أحدهما: أن تكون (ما) نفيا بمعنى ما يغني عنهم شيئا بدفع الضرر، إذا لم يفكروا فيها ولم يعتبروا بها كقولك: وما يغني عنك المال شيئا إذا لم تنفقه في وجوهه.
والاخر: أن تكون (ما) للاستفهام كقولك أي شئ يغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها. والنذر جمع نذير وهو صاحب النذارة وهي اعلام بموضع المخافة ليقع به السلامة.