الآية 95

قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾

هذا الكلام عطف على قوله " فلا تكونن من الممترين. ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله " أي من جملة من يجحد بآيات الله ولا يصدق بها فإنك ان فعلت ذلك كنت من الخاسرين. والمراد بالخطاب غير النبي صلى الله عليه وآله من جملة أمته من كان شاكا في نبوته. والنون في قوله (لا تكونن) نون التأكيد، وهي تدخل في غير الواجب لأنك لا تقول أنت تكونن، ودخلت في القسم على هذا الوجه لأنه يطلب بالقسم التصديق، وبني الفعل مع نون التأكيد لأنها ركبت مع الفعل على تقدير كلمتين كل واحدة مركبة مع الأخرى مع أن الأولى ساكنة، واقتضت حركة بناء لالتقاء الساكنين. وإنما شبه الكافر بالخاسر مع أن حاله أعظم من حال الخاسر لان حال الخاسر قد جرت بها عادة. وذاق طعم الحسرة فيها فرد إليها لبيان أمرها، وخسران النفس الذي هو أعظم منها.