الآية 65
قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
ظاهر قوله " ولا يحزنك قولهم " ظاهره النهي والمراد به التسلية للنبي صلى الله عليه وآله عن قولهم الذي يؤذونه به. والنهي في اللفظ القول. وإنما هو عن السبيل المؤدي إلى التأذي بالقول. ومثله لا أراك ههنا والمعنى لا تكن ههنا فمن كان ههنا رأيته، فكذلك المراد بالآية لا تعبأ بالأذى فيمن عني به اذاه. وقوله " ان العزة لله جميعا " كسرت (إن) بالاستئناف بالتذكير لما ينفي الحزن لا انها مفعول القول لأنها ليست حكاية عنهم، لأنهم لم يقولوا ان العزة لله. ولا يجوز نصبها على أن تكون معمول القول لأنهم لو قالوه لما احزن ذلك النبي صلى الله عليه وآله ولو فتحت (ان) على معنى (لان) جاز. والعزة القدرة على كل جبار بالقهر بأن لا يرام ولا يضام عز يعز عزا فهو عزيز. والمعنى انه الذي يعزك وينصرك حتى تصير أعز ممن ناواك وقوله " هو السميع العليم " معناه انه يسمع قولهم ويعلم ضميرهم فيجازيهم بما تقتضيه حالهم ويدفع عنك شرهم.