الآية 64
قوله تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
ذكر الله تعالى ان الذين وصفهم في الآية الأولى من أنهم مؤمنون بالله ويتقون معاصيه " لهم البشرى " وهي الخبر بما يظهر سروره في بشرة الوجه. والبشرى والبشارة واحد. وقوله " في الحياة الدنيا " قيل فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: قال قتادة والزهري والضحاك والجبائي: هو بشارة الملائكة عليهم السلام انها الرؤيا الصادقة الصالحة يراها الرجل أو يرى له.
وقال أبو جعفر عليه السلام: البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو يرى له وفي الآخرة الجنة.
الثالث: بشرى القرآن بشرف الايمان - ذكره الفراء والزجاج وغيرهما. وقوله " لا تبديل لكلمات الله " معناه لا خلف لما وعد الله تعالى به من الثواب بوضع كلمة أخرى مكانها بدلا منها، لأنها حق والحق لا خلف له بوجه. وقوله " ذلك هو الفوز العظيم " إشارة إلى هذه البشرى المتقدمة بأنه الفوز الذي يصغر كل شئ في جنبه.