الآية 63
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾
يحتمل موضع (الذين) ثلاثة أوجه من الاعراب:
أحدها: أن يكون نصبا بأن يكون صفة للأولياء.
الثاني: أن يكون رفعا على المدح.
الثالث: أن يكون رفعا بالابتداء، وخبره " لهم البشرى ". اخبر الله تعالى ان الذين آمنوا هم الذين يصدقون بالله ويعترفون بوحدانيته وهم مع ذلك يتقون معاصيه. والفرق بين الايمان والتقوى ان التقوى مضمن باتقاء المعاصي مع منازعة النفس إليها. والايمان من الامن بالعمل من عائد الضرر. والفرق بين الايمان بالله والطاعة له ان الطاعة من الانطياع بجاذب الامر والإرادة المرغبة في الفعل. والايمان هو الامن المنافي لانزعاج القلب. وقوله " يتقون " فالاتقاء أصله من (وقيت) فقلبت الواو، وأدغمت في تاء الافتعال كما قلبت في اتجاه وتراث.