الآية 59

قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾

قال الحسن: المعنى بهذه الآية مشركوا العرب قال الله لهم " أرأيتم " ما أنزل الله لكم من رزق " أي أرزاق العباد من المطر الذي ينزله الله " فجعلتم منه حراما وحلالا " يعني ما حرموا من السائبة والوصيلة والحام، وما حرموا من زروعهم. قل يا محمد لهم " آلله أذن لكم أم على الله تفترون؟" معناه انه لم يأذن لكم في شئ من ذلك بل أنتم تكذبون في ذلك على الله. واستدل قوم بذلك على أن القياس في الاحكام لا يجوز. قال الزجاج (ما) في قوله " ما أنزل الله " في موضع نصب ب? (انزل) والمعنى انكم جعلتم البحائر والسوائب حراما، والله تعالى لم يحرم ذلك وتكون (ما) بمعنى الاستفهام. ويحتمل أن تكون (ما) بمعنى الذي وتكن نصبا ب? (أرأيتم). والرزق منسوب كله إلى الله لأنه لا سبيل للعبد إليه الا باطلاقه بفعله له أو اذنه فيه اما عقلا أو سمعا. ولا يكون الشئ رزقا بمجرد التمكين لأنه لو كان كذلك لكان الحرام رزقا، لان الله مكن فيه. قال الرماني: التحريم عقد بمعنى النهي عن الفعل والتحليل حل معنى النهي بالاذن.