الآية 55

قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾

" ألا " كلمة تستعمل في التنبيه، وأصلها (لا) دخلت عليها حرف الاستفهام تقريرا وتأكيدا، فصارت تنبيها وكسرت (إن) بعد (ألا) لان (ألا) يستأنف ما بعدها لينبه بها على معنى الابتداء: ولذلك وقع بعدها الامر والدعاء كقول امرئ القيس:

ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي (1)

ووجه اتصال هذه الآية بما قبلها أحد أمرين:

أحدهما: للاثبات بعد النفي لان ما قبلها ليس للظالم ما يفتدي به بل جميع الملك لله تعالى.

الثاني: أن يكون معناه من يملك السماوات والأرض يقدر على ايقاع ما توعد به. والسماوات جمع سماء وهو مأخوذ من السمو الذي هو العلو، وهي المزينة بالكواكب وهي سقف الأرض، وهي طبقات، كما قال سبع سماوات طباقا. وجمعت السماوات، ووحدت الأرض في جميع القرآن، لان طبقاتها السبع خفية عن الحس وليس كذلك السماوات. وقوله " ألا ان وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " صحة ذلك لجهلهم به تعالى وبما يجوز عليه وما لا يجوز، وجهلهم بصحة ما أتى به النبي صلى الله عليه وآله.


1- ديوانه 158 وهو مطلع قصيدة له مشهورة.