الآية 39
قوله تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾
أخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار الذين حكى عنهم أنهم قالوا إن محمد صلى الله عليه وآله افترى هذا القرآن ولم ينزله الله عليه بأنهم " كذبوا " بما لم يحيطوا بعلمه " ومعناه بما لم يعلموه من كل وجوهه، لان في القرآن ما يعلم المراد منه بدليل، ويحتاج إلى الفكر فيه والرجوع إلى الرسول في معرفة مراده وذلك مثل المتشابه، فالكفار لما لم يعرفوا المراد بظاهره كذبوا به، وقالوا انه افترى على الله كذبا، ومعنى كذبوا انهم شهدوا بان الدعاة إلى الله والدعاة إلى الحق من المؤمنين كاذبون جهلا منهم وتوهما لا حقيقة لهم ولا حجة معهم به. وقوله " ولما يأتهم تأويله " معناه ما يؤول أمره إليه وهو عاقبته. ومعناه متأوله من الثواب والعقاب. ثم حكى الله أنه مثل ذلك كذب الذين من قبلهم أنبياء الله ورسله فأهلكهم الله ودمرهم ثم قال لنبيه " فانظر كيف كان عاقبة الظالمين " يعني ما أدى إلى إهلاكهم بعذاب الاستئصال على ما تقدم من ظلمهم لا نفسهم وغيرهم في كذبهم. وقيل في موضع " كيف كان " نصب بأنه خبر كان. ولا يكون معمول (انظر) لان ما قبل الاستفهام لا يعمل في الاستفهام.