الآية 34
قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَََلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء الكفار الذين اتخذوا مع الله آلهة يعبدونها " هل من شركائكم من يبدؤ الخلق " بأن ينشئهم ويخترعهم. ثم إذا أماتهم يعيدهم ويحييهم، لينبئهم بذلك على أنه لا يقدر على ذلك الا الله القادر لنفسه الذي لا يعجزه شئ. وقيل في معنى (شركائكم) قولان:
أحدهما: انهم الذين جعلوهم شركاء في العبادة.
الثاني: الذين جعلوهم شركاء في أموالهم من أوثانهم، كما قال " فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا " (1) والإعادة ايجاد الشئ ثانيا، وقال لنبيه قل لهم: الله تعالى القادر لنفسه هو الذي يبدؤ الخلق فينشئهم ثم يميتهم ثم يعيدهم لا يعجزه شئ عن ذلك. وقوله " فانى تؤفكون " معناه انى تصرفون عن الحق وتقلبون عنه، ومنه الافك، والكذب، لأنه قلب المعنى عن جهته.
1- سورة 6 الانعام آية 136.