الآية 13

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾

أقسم الله تعالى في هذه الآية أنه أهلك من كان قبل هذه الأمة من القرون، وهو جمع قرن. وسمي أهل كل عصر قرنا لمقارنة بعضهم لبعض. والقرن هو المقاوم لقرينه في الشدة، ويعني بذلك الذين كذبوا رسل الله الذين بعثهم الله إليهم فكفروا بذلك بربهم وظلموا أنفسم، فأهلكهم الله بأنواع العذاب وفنون الاستئصال كما أهلك قوم لوط وقوم موسى وغيرهم، وبين بقوله " وما كانوا ليؤمنوا " ان هذه الأمم التي أهلكهم لم يكونوا مؤمنين ولو أبقاهم الله لم يؤمنوا بالرسل الذين أتوهم والكتب التي جاؤوهم بها، ولما كان ذلك المعلوم من حالهم استحقوا من الله تعالى العذاب فأهلكهم. وقوله " كذلك نجزي القوم المجرمين " اي نعاقب مثل عقوبة هؤلاء المجرمين إذا استحقوا أو كانوا ممن لا يؤمن ولا يصلح. وجعل أبو علي الجبائي ذلك دليلا على أن تبقية الكافر إذا علم من حاله أنه يؤمن فيما بعد واجبة.