الآية 8
قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾
" أولئك " إشارة إلى الذين تقدم ذكرهم في الآية الأولى، والكاف في " أولئك " حرف الخطاب، مثل الكاف في قولهم أنا ذاك، ولهذا لم يجز تأكيده ولا البدل منه، ولو كان اسما لجاز: أولئك نفسك، وأولاء مبني على الكسر، وإنما بني لتضمنه معنى الإشارة إلى المعرفة لان أصله أن يتعرف بعلامة، إذ لم يوضع للشئ بعينه، كما وضع زيد وعمرو، وبني على الحركة لالتقاء الساكنين، وبني على الكسر لأنها في الأصل في حركة التقاء الساكنين إذا كثر ذلك في الفعل لما يدركه من الجزم فاستحق الكسر لأنه لما يدخله في حال الاعراب و (هؤلاء) لما قرب و (أولئك) لما بعد، كما تقول في (هذا) و (ذاك) لان ما بعد يقتضي التعريف بالخطاب وما قرب يكفي فيه التنبيه. اخبر الله تعالى أن الذين تقدم وصفهم في الآية الأولى مستقرهم النار جزاء بما كانوا يكسبون من المعاصي.