الآية 11
قوله تعالى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
شرط الله لهؤلاء المشركين بأنهم إن تابوا ورجعوا عما هم عليه من الشرك إلى طاعة الله والاعتراف بوحدانيته، والاقرار بالنبي صلى الله عليه وآله، وأقاموا الصلاة المفروضة على ما شرعها الله وأعطوا الزكاة الواجبة عليهم، فإنهم يكونون اخوان المؤمنين في الدين، والايمان وتقديره فهم اخوانكم. والتوبة هي الندم على القبيح لقبحه مع العزم على ترك العود إلى مثله في القبح، وفي الناس من قال إلى مثله في صفته فمن قال ذلك قال توبة المجبوب من الزنا هي الندم على الزنا مع العزم على ترك المعاودة إلى مثله على ما يصح ويجوز من الامكان، وهو انه لو رد الله عز وجل عضوه ما زنى، فاما من نسي الذنب فان توبته صحيحة لا يؤاخذ بالذنب، لأنه مكلف قد أدى جميع ما عليه في الحال، فقد تخلص بذلك من العقاب. فان قيل لم شرط مع التوبة من الشرك وحصول الايمان إيتاء الزكاة؟مع أنه ليس كل مسلم عليه الزكاة! قلنا: إنما يجب عليه بشرط الامكان فإذا أقر بحكم الزكاة مع التعذر عليه دخل في حكم الصفة التي يجب بها. وقوله " ونفصل الآيات " معناه نبينها ونميزها بخاصة لكل واحد منها بما يتميز به من غيرها حتى يظهر مدلولها على أتم ما يكون من الظهور فيها " لقوم يعلمون " ذلك ويثبتونه دون الجهال الذين لا يعقلون عن الله.