الآية 3

قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إلى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾

آية في الكوفي والمدني، وآيتان في البصري. الاذان الاعلام في قول ابن زيد والزجاج والجبائي، تقول: أذنني فلان كذا فأذنت اي اعلمني فعلمت. وقال بعضهم: معناه النداء الذي يسمع بالاذن. وقال الفراء والزجاج: إنما ارتفع لأنه عطف على قوله " براءة " وقيل معناه عليكم اذان، لان فيه معنى الامر. والحج المقصد إلى اعمال المناسك على ما امر الله به وقد بينا شرائط الحج وأركانه وفرائضه في كتب الفقه، ولا نطول بذكره هاهنا والحج الأكبر قال عطا، ومجاهد، وعامر وبشر بن عبادة: هو ما فيه الوقوف بعرفه، والأصغر العمرة، وقال مجاهد: الحج الأكبر هو القران، والحج الأصغر هو الافراد. وقيل في معنى " يوم الحج الأكبر " ثلاثة أقوال:

أحدها: ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: عرفة، وهو المروي عن عمر وابن عباس بخلاف فيه وبه قال عطا ومجاهد وابن الزبير وأبو حنيفة.

الثاني: في رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وابن عباس وسعيد ابن جبير، وعبد الله بن أبي أوفى، وإبراهيم ومجاهد أنه يوم النحر، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام. وسمي بالحج الأكبر لأنه حج فيه المشركون والمسلمون ولم يحج بعدها مشرك.

الثالث: قال مجاهد وشعبة: هو جميع أيام الحج. اعلم الله تعالى في هذه الآية المشركين انه ورسوله برئ من المشركين وانه ان تبتم ورجعتم إلى الايمان وطاعة الرسول " فهو خير لكم " وان أعرضتم وتوليتم فاعلموا انكم لا تفوتون الله وان الله يبشر الكافرين بعذاب اليم اي شديد مؤلم. قال الحسن الحج الأكبر ثلاثة أيام الحج اجتمعت في تلك الأيام الثلاثة أعياد المسلمين وأعياد اليهود وأعياد النصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن فيما خلا ولا يكون إلى يوم القيامة.