الآية 70
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
القراءة:
قرأ أبو عمرو وحده من السبعة وأبو جعفر " الأسارى " الباقون " الاسرى " وأبو عمرو جمع المذهبين في الأول والثاني. وحمله الباقون على النظير في المعنى. وقد فسرنا فيما مضي الأسير من اخذ من دار الحرب من أهلها، ولو اخذ مسلم لكان قد فك اسره. خاطب الله بهذه الآية نبيه صلى الله عليه وآله وأمره ان يقول لمن حصل في يده من الاسرى يعني من حصل في وثاقه وسماه في يده لأنه بمنزلة ما قبض على يده بالاستيلاء عليه ولذلك يقال في الملك المتنازع فيه لمن اليد؟وقوله " ان يعلم الله في قلوبكم خيرا " يعني اسلاما. وقيل معناه إن يعلم منكم خيرا في المستقبل بأن يفعلوه فيعلمه الله موجودا، لان ما لم يفعل لا يعلمه موجودا والخير النفع العظيم، وهو هاهنا البصيرة في دين الله وحسن النية في امر الله. وقوله " يؤتكم خيرا " يعني يعطيكم خيرا " مما اخذ منكم " من الفداء. وقال الحسن أطلقهم بالفداء، ولو لم يسلموا لم يتركهم. وقوله " ويغفر لكم " يعني زيادة مما يؤتيهم يغفر لهم معاصيهم ويسترها عليهم لأنه غفور رحيم. وروي عن العباس أنه قال: كان معي عشرون أوقية فأخذت مني فأعطاني مكانها عشرين عبدا ووعدني بالمغفرة. وقال العباس في نزلت وفي أصحابي هذه الآية، وهو قول ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم.