الآية 56

قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ﴾

قال مجاهد: هذه الآية نزلت في بني قريظة، لما نقضت عهد النبي صلى الله عليه وآله في ألا يحاربوه ولا يمالؤا عليه، فنقضوا عهده، ومالؤا عليه، وعاونوا قريشا يوم الخندق، فانتقم الله منهم. والمعاهدة المعاقدة على أمر يتقدم فيه للوثيقة به بالايمان المؤكدة على ما يعقد عليه، ونقض العهد مثل نقض الوعد لأنه حق للمعاهد كما أن ذلك حق للموعود. ونقض العزم هو الرجوع عما عزم عما عزم عليه. والنقض يكون بشيئين:

أحدهما: فيما كان من بناء وشبهه.

الثاني: في عقد أو امر يعزم عليه. وقوله تعالى " ثم ينقضون " عطف المستقبل على الماضي، لان الغرض ان من شأنهم نقض العهد مرة بعد أخرى في مستقبل أوقاتهم بعد العهد إليهم. وقوله " فهم لا يتقون " معناه نقضوا عهدك من غير أن يتقوا عقاب الله عاجلا وآجلا.