الآية 20
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾
هذا خطاب من الله تعالى للمؤمنين، وإنما خصهم بالخطاب، لان غيرهم بمنزلة من لا يعتد به في العمل بما يجب عليه مع ما في إفراده إياهم بالخطاب من إعظام لهم واجلال ورفع من أقدارهم، وإن دخل في معناه غيرهم. والايمان: هو التصديق بما أوجب الله على المكلف أو ندبه إليه. وقال الرماني: هو التصديق بما يؤمن من العقاب مع العمل به. امر الله تعالى المؤمنين أن يطيعوا الله ورسوله، والطاعة هي امتثال امره وموافقة إرادته الجاذبة إلى الفعل بطريق الرغبة أو الرهبة، والإجابة موافقة الإرادة فيما يعمل من اجلها. وقوله " ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون " معناه ولا تعرضوا عن امره ونهيه وأنتم تسمعون دعاءه لكم، فنهاهم عن التولي في هذه الحال. وقال الحسن: معناه وأنتم تسمعون الحجة.